لزكاة العلم طريقتان .
واعلم أن لزكاة العلم ونحوه طريقين :
أحدهما تعليمه للعالم فإن الله سبحانه وتعالى ينمي علمه بذلك ويزكيه .
والثاني : العمل به ، فإن العمل به أيضا ينميه ويكثره ، ويفتح لصاحبه أبوابه وخباياه .
وذكرفي قوله صلى الله عليه وسلم { ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة }قال سلوك الطريق لالتماس العلم يدخل فيه سلوك الطريق الحقيقي وهو المشي بالأقدام إلى مجالس العلماء ، ويدخل فيه سلوك الطريق المعنوية المؤدية إلى حصول العلم ، مثل حفظه ودراسته ومذاكرته ومطالعته وكتابته والتفهم له ، ونحو ذلك من الطريق المعنوية التي يتوصل بها إلى العلم .
وقوله { سهل الله له به طريقا إلى الجنة } قد يراد بذلك أن الله يسهل له العلم الذي طلبه وسلك طريقه وييسره عليه ، فإن العلم طريق موصل إلى الجنة . وهذا كقوله تعالى { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر } .. وقد يراد أيضا أن الله ييسر لطالب العلم إذا قصد بطلبه وجه الله الانتفاع به والعمل بمقتضاه فيكون سببا لهدايته ولدخول الجنة بذلك . وقد ييسر لطالب العلم علوما أخر ينتفع بها وتكون موصلة إلى الجنة كما قيل : من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم .
وكما قيل : ثواب الحسنة الحسنة بعدها . وقد دل على ذلك { ويزيد الله الذين اهتدوا هدى } وقوله تعالى { والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم } .
ومن كلام الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق